بسم الله الرحمن الرحيم
تسعى الدول إلى تكريم أبنائها من النابغين النابهين الذين لهم إنجازات بارزة لها أثر ملموس في حياة الناس, فتعطيهم الأوسمة والنياشين والجوائز السنية , فيحصلون على أوسمة الشرف من الدرجة الأولى أو الثانية أو غيرهما , فيعلوا ذكرهم بين الناس ويصبحون حديث الصحف والإذاعات والفضائيات والمنتديات . لكن هناك في حياتنا جنود مجهولون قد لا يشعر بهم أحد , وقد لا يكرمهم أحد , فهم أناس لا يسعون إلى شهرة أو نيل أوسمة وجوائز من البشر, لكنهم ينالون أرفع الأوسمة وأعلاها وأغلاها من الله تعالى , لأنهم قد أخلصوا العمل له , وأتقنوا الإخبات والرجوع إليه , قال تعالى : " وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ .. (25) سورة الفتح , وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍ بِالأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ. أخرجه مسلم 8/36 و154. وهؤلاء الصنف الراقي والرائع من البشر لا يخلو منهم زمان ولا مكان , بل تجدهم بين الناس كالقمر الساطع في ليلة مظلمة حالكة وكالشعرة البيضاء في جلد ثور أسود ,وهؤلاء نعدهم بذرة الخير الباقية في الأرض , ونبتة الآمل الساطع في دنيا الناس ,فهم من يستحقون التقدير والتكريم , والرفعة والإجلال , وسينالون أوسمة الشرف ممن بيده العزة والكرامة والشرف من الله تعالى , ثم من خير خلقه من حبيبه ومصطفاه محمد صلى الله عليه وسلم , وهم كُثر قد يعدون بالعشرات بل بالآلاف بل بالملايين