في وقت تخوض عائلة القذافي حملة دموية من أجل التشبث بالسلطة، تروي البرقيات المسربة على ويكيليكس قصة بذخ فاحش ومحسوبية صارخة وصراعات مريرة داخل ما تسميه برقية مؤرخة في عام 2006 "شركة القذافي وأبنائه". |
هنيبعل القذافي |
تخوض عائلة القذافي حملة دموية للبقاء في السلطة، في حين تروي برقيات ويكيليكس المسربة قصص بذخ فاحش ومحسوبية صارخة وصراعات مريرة داخل ما تسميه برقية مؤرخة في عام 2006 "شركة القذافي وأبنائه".
كانت النتف التي وصلت الى الليبيين من فضائح أفراد العائلة، رغم السيطرة المحكمة التي يفرضها الزعيم الليبي على وسائل الإعلام، قد أسهمت في تأجيج غضب الشعب الذي إنفجر الآن. وترى صحيفة نيويورك تايمز أن صراع الأخوة يمكن ان يصبح عاملاً في الفوضى التي تعم هذا البلد النفطي في شمال افريقيا، حسب تعبيرها.
وتقول البرقيات أن أبناء القذافي يتصارعون على وراثة والدهم مع تقدمه في العمر، مشيرة الى اختصام ثلاثة منهم على الأرباح المحققة من ترخيص جديد لشركة كوكا كولا، لكن الموارد المتاحة تحت تصرفهم من ثروة البلاد ليست قليلة رغم ذلك. وبحسب برقية أُرسلت عام 2006 فإن لجميع أبناء القذافي ومحاسيبه دخلاً ثابتاً من شركة النفط الوطنية وفروعها الخدماتية.
فضائح تزكم الأنوف
|
المعتصم القذافي في إحدى حفلاته |
تقول برقية أخرى في عام 2010 أن فضائح العائلة زكمت الأنوف وقدمت للمراقبين المحليين ما يكفي من الغسيل القذر لإنتاج مسلسل تلفزيوني ليبي بإمتياز. وتشير البرقية الى ان معتصم كرر حفلته بمناسبة رأس السنة الجديدة في جزيرة سان براتس متعاقداً هذه المرة مع المغنية بيونسي. وقال مصدر سياسي محلي لم يُذكر اسمه لدبلوماسيين أميركيين في طرابلس ان حفلات معتصم وبذخه أغضبا بعض المواطنين الذين نظروا الى ممارساته على انها مجون يحرج البلد.
في هذه الأثناء هرب نجل القذافي الآخر هنيبعل من لندن إثر اتهامه بضرب زوجته ألين، وتدخل عائشة ابنة القذافي التي سافرت الى العاصمة البريطانية رغم انها كان حاملا عدة اشهر، بحسب البرقية. ونصحت عائشة مع صفية زوجة القذافي الثانية التي أنجبت ستة من أبنائه الثمانية، ان تقول ألين للشرطة البريطانية انها أُصيبت في حادث، وأن لا تذكر شيئا عن تعرضها للإعتداء على يد هنيبعل.
وفي مطلع عام 2009 أفادت وسائل اعلام غربية ان سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي دفع مليون دولار للمغنية الأميركية ماريا كاري مقابل أربع أغان تحيي بها حفلة في جزيرة سان براتس الكاريبية. لكن سيف الاسلام القذافي نفى الخبر في الصحيفة التي يسيطر عليها وقال إن صاحب هذا السخاء الإستثنائي هو أخوه معتصم مستشار الأمن القومي الليبي، بحسب برقية دبلوماسية أميركية من طرابلس.
|
خميس القذافي |
وقالت البرقية التي سربت على موقع ويكيليكس ان معتصم كان أيضا مَنْ طالب في عام 2008 رئيس شركة النفط الوطنية الليبية بإعطائه 1.2 مليون دولار لتشكيل ميليشيا بقيادته على غرار أخيه خميس الذي يقود تشكيلا من القوات الخاصة مهمته عمليا حماية النظام.
سيف "أمل الغد"في غمرة لهو الأخوة إختار سيف الاسلام ثاني أكبر ابناء القذافي ان يبتعد عن الشؤون المحلية، ويقضي أوقاته بممارسة هواية الصيد في نيوزيلندا. وارسلت مؤسسته الخيرية مئات الأطنان من المساعدات إلى منكوبي الزلزال في هايتي وكان يعتبر مرشحاً معقولاً لوراثة والده.
وقالت البرقية ذاتها المؤرخة عام 2010 ان شبانا ليبيين تحدثوا عن سيف الاسلام بوصفه "أمل ليبيا الغد" مشيرين الى انه رجل مثقف يريد مستقبلاً أفضل لليبيا على النقيض من إخوانه الآخرين.
كان ذلك في عام 2010. أما اليوم فإن المحتجين الشباب في شوارع المدن الليبية يطالبون بخلع العائلة كلها، وكان سيف الإسلام هو الذي أعلن على شاشة التلفزيون ليل الإثنين ان ليبيا تواجه خطر حرب أهلية وأنهار من الدم إذا لم يلتف الليبيون حول والده.
القذافي "ملك الثقافة" أما العقيد القذافي نفسه (68 عاما) فإن البرقيات المسربة ترسم عنه صورة شيقة بوصفه مصاباً بوسواس المرض، ويخاف الطيران فوق الماء وكثيرا ما يصوم أيام الاثنين والخميس. وتقول البرقيات انه شغوف بسباق الخيل ورقصة الفلامنكو الاسبانية، واضاف ذات مرة "ملك الثقافة" الى قائمة الألقاب التي خلعها على نفسه. كما تقول البرقيات ان شقراء مثيرة جنسياً ترافقه في حله وترحاله بصفتها مسؤولة فريق الممرضات الأوكرانيات اللواتي يسهرن على العناية به. وقبل زيارة كوندوليزا رايس الى ليبيا في عام 2008 لتكون أول وزير خارجية أميركي يزورها منذ عام 1953، سعت السفارة الأميركية في طرابلس الى تسليط الضوء على الايجابيات. فحذرت برقية الى رايس من ان القذافي سيء الصيت بتقلب مزاجه ويتحاشى النظر مباشرة الى محدثه "وقد تكون هناك فترات صمت طويلة أثناء الحديث ولكنه مستهلك نهم للأخبار"، ولديه أفكار متميزة مثل حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بإقامة دولة واحدة جديدة اسمها "اسراطين". وأضافت البرقية ان القذافي الذي "يعتبر نفسه مفكراً وفيلسوفاً يتطلع منذ سنوات الى فرصة تبادل آرائه حول الشؤون الدولية".